سأركز في موضوعي هذا على الجانب التربوي والاجتماعي ,نرى ان هناك تحولات مخيفة في السلوك العام لدى الناس حيث تظهر يوميا مصطلحات ومفاهيم غريبة وتقاليد شاذة مبتدعة لا تناسب طبيعتنا وفطرتنا النقية,وهذا ادى الى حدوث تشوهات كبيرة في جسد مجتمعنا والى تحولات خطيرة في النهج والتفكير يمكن ان يقودنا لبداية سقوط انساني.
هذه الثقوب السوداء هي نتاج عولمة فكرية غزت عالمنا فمزقت اجمل واروع ما كنا نملك من قيم افتخرنا بها عقودا من الزمن , مجتمعنا يعشق الازدواجية في التفكير والتفرقة في تطبيق القانون وحتى في السلوك الشخصي تجاه البشر ,يتعامل معظم الناس بشكل يوحي بوجود فصام جماعي بين الناس , وقد يكون من اسباب هذا الجشع المادي الذي اعمى قلوب الكثيرين فلم يعد يهمهم سوى المادة التي يسعون الحصول عليها وبأية طريقة كانت.
الكثير منا يملك عدة اقنعة ويضعها على وجهه حسب الحاجة وحسب الموقف وهذه الاقنعةاصبحت زيا رسميا تتلون حسب الطرف المقابل وحسب المصالح الشخصية بعد ان كنا بالأمس القريب نتميز برفضنا للتصنع والنفاق.,الكثير منا تعجبه صفة المزاجية وليس له موقف ثابت يعجبه ان يدخل في نقاش وجدال عقيم ويصدر الاحكام سريعا وبعشوائية واضحة نراه يكفر فلان في لحظات ويزف فلانا الى الجنة في لحظات اخرى فهل يجوز هذا؟
واذا دخلنا مجلسا عاما فاننا نخرج منه بمئات المعلومات الغير الصحيحة ونبني مواقفنا على ضوء تلك المعلومات الخاطئة ونتعلم طرقا جديدة في الغش والتحايل والخداع,وفي مجتمعنا يعاملك الناس حسب مركزك الاجتماعي واحيانا حسب ملابسك وهندامك او جيبك, وفي هذه الايام اصبح كل واحد منا ومن موقعه يتباهى بنفسه ويتكبر على الاخرين وينصب نفسه ملكا او اميرا عليهم , وغيره من الناس لا يقيم لهم اي اعتبار لانهم بنظره القصير أناس بسطاء تافهين .
ومن كل هذا وذاك نرى ان الفساد اخذ بالانتشار وبدأ ينخر في جسدنا المتهالك واهم صور هذا الفساد هي الواسطة والرشوة وهما العدو الحقيقي للنمو والبناء ويقضيان على الموهبة والابداع , عندما يتقدم احد منا لخطبة فتاة ما نكتشف ان دمائها تختلف عن دمائنا وفي احسن الاحوال نرى والديها يعتذران منك بلطف ويقولا ان اميرتنا ليست مؤهلة ولا تستحق ان تتزوج شخصا من عامة الشعب , لتعود الى منزلك ولتجد من يلومك على خطبة فتاة من عامة الشعب وانت الامير المدلل وابن العائلة المالكة.
ان الوالدين يغرسون في ابنائهم الغرور ويعلموهم فن الاحتقار لكل ما هو غريب ويزرعون في انفسهم الانانية وحب الذات وهذا يقودنا الى زيادة الفرقة وانفكاك اواصر اللحمة وعرى الصداقة ليضعف البنيان المرصوص.
وفي مجتمعنا يمكنك ان ترى وتسمع بناس ثوريين من طراز عجيب يهتفون ضد الامبريالية ويلعنون العدو الامريكي في المساء, وفي الصباح تراهم واقفين على ابواب السفارات الغربية والامريكية طالبين وبتوسل الكرين كارد او الفيزا فأي تناقض هذا؟
واذا القينا بنظرة على مستوى التعليم في مجتمعنا فاننا نراه ينزلق نحو الهاوية بسرعة وطلبتنا في تسرب مستمر يوما بعد اخر خارج الوطن لسبب او لاخر.
وفي هذه الايام نرى ان الاخ يتقاتل مع اخيه من اجل المال وشقيق يرمي بشقيقته على قارعة الطريق ونرى..............ونرى..........................فم ا اقسى هذه القلوب؟
ختاما ارى ان هناك غيابا في الخلق والشهامة والصدق وهي ثقوب سوداء في ثوبنا الناصع البياض فان لم تعالج بسرعة اخشى ان ياتي يوما تزداد هذه الثقوب اتساعا وتصبح شرخا يرى العالم صورتنا وقد تشوهت وقيما ومبادئ قد اندثرت .
انتظر ردودكم حبايبي