اعود اليوم لاتكلم عن شبابنا كما وعدتكم سابقا فمرحلة الشباب هي المرحلة الوحيدة
من مراحل العمر التي يتمنى الجميع ان ينسب اليها .
ان بناء الشباب لهو اهم من بناء الجسور وتعبيد الطرق وتشييد العمارات الشاهقة وعلى الرغم من هذا نرى ان الكثير منا غير مهتم ولامبالي , وان كان هناك قليل من الاهتمام فهو لا يعدو سوى ان يكون اهتماما جماليا لا يمس المشكلات الحقيقية للشباب ولا يجتهد في وضع الحلول المناسبة لها .
لقد تغير شبابنا اليوم في كل شئ في طريقة لبسهم وفي هيئتهم وفي تسريحة شعرهم وفي سلوكهم واخلاقهم وفي ثفافتهم وفي اهدافهم وتطلعاتهم , اذن لماذا اقحام الانفس في ثقافات دخيلة ومستوردة ؟
ان الحسرة تملا قلوب الامهات والاباء والمعلمين والمهتمين بالتربية والكل يتساءل اين الاخلاق واين اصبح الايمان واين العزيمة والقوة ؟ ان شبابنا يعيشون اليوم في حالة تيه وضياع كبيرة انه شباب حائر تتقاذفه امواج الشهوات وتعصف به رياح الشبهات فيبقى معها حائرا لا يدري ماذا يفعل ؟
ان من يريد الخير والاصلاح عليه ان لا يكتفي برصد هذه الظواهر السلبية في شبابنا بل الواجب يدعوه الى معرفة اسبابها وتقديم يد العون لهم لوضع الحلول الجذرية والرشيدة لمشكلاتهم.
اذا سالنا اي شاب اليوم ما هو هدفك بعد الانتهاء من دراستك الجامعية فيا للمفأجاة يكون الرد كالصاعقة (لا ادري), انه تعلم وتخرج وبعد سنوات طويلة ونفقات كثيرة تحملتها العائلة الفقيرة والالم يعتصر الوالدين يقول (لا اعرف), انها طاقة بلا هدف انه صاروخ بلا
موجه بل قل انها كارثة , قد نعزي هذا الى افتقار شبابنا الى الحافز.
من منا لا يتمنى ابنه ان يكون لاعب كرة قدم شهير او فنانا معروفا ولا يتمنى ان يصبح ابنه عالم ذرة , ان شبابنا يشعر للاسف انه يعيش في واقع لا يميز بين المبدع والخامل ولهذا تراه يقول لماذا اتعب او اجتهد ويا ليت الامر قد انتهى انه يشعر بالكبت والانطواء والعزلة عن المجتمع , بل يتوجه احيانا الى محاربة هذا المجتمع القاسي بمزيد من الكراهية والبغضاء انه محاولة يائسة منه للتمرد على المجتمع العائش فيه , وهكذا يصبح الطريق سالكا له للولوج الى باب المحرمات وما اكثرها ويدخل اليها وهو ضائع وشارد الذهن .
هنا يرى ويشعر بان التقدير والحوافز تصرف وتعطى لمن لا يستحقها وان الاضواء تسلط على من ياخذون بايدي المجتمع الى الهاوية والرذيلة وان الحياة تسير عكس المطلوب ان للوالدين اثرا كبيرا في غرس القيم والاخلاق والمبادئ في ابنائهم سلبا كان ام ايجابا ,بوعي او بدون وعي احيانا , اذن اخي الحبيب لا بد من المبادرة وكن على شجاعة وجرأة لتحمل مسؤولياتك تجاه نفسك واسرتك ومجتمعك واعلم ان ما اصابك ما كان ليخطئك وان ما اخطأك ما كان ليصيبك , اذن هي دعوة صاقة مغلفة بحس ايماني لبناء جيل جديد , جيل العزة والكرامة والشرف ولنلتزم بها ونطبقها ومن الله التوفيق.
انتظر ردودكم حبايبي