من هم الناس الذين نخاف من كلامهم؟ولماذا الخوف منهم الى هذه الدرجة؟
هل من المعقول ان نضطر الى فعل اشياء لا نرغبها من اجل ارضاء الناس؟
العاطل عن العمل يخشى كلام الناس ,والمطلقة تخشى كلام الناس وكذلك
العانس , والفقير يخشى الناس وكلامهم الثقيل.
تتعدد الاسباب التي من اجلها نخشى الناس وكلامهم, الم نسأل انفسنا يوما
لماذا هذا الخوف منهم؟
هل هو فعلا خوف من كلام الناس ام انه خوف من المظهر الذي سنظهر به
امام هولاء الناس, الكثير منا يود الظهور بالشكل الذي يحبه ويريده لكنه يخشى
من ردة فعل الناس ومن كلامهم خاصة اذا كان سلبيا,ماذا سيقولون عنه وكيف
سينظرون اليه مستقبلا؟
ليس بالضروري ان يكون كلامهم وتقييمهم صحيح لك او لغيرك , هنا تلعب المزاجية
والحسد والانانية دورها ولتفتك بالشخص المقابل ليس الا ,عن طريق التشهير به
وتشويه صورته امام الاخرين , والناس لا ترحم وارضاء اذواقهم لهو المستحيل
بعينه فيجوز ان يصبح الشيطان لديهم ملاكا والعكس صحيح, وكم من البيوت تهدمت
او من العوائل تشردت وكان ورائها كلام الناس وفتنة.
هنا يصبح الانسان امام خيارين ام ان يلتزم حرفيا بكلام الناس القاسي ويطبقه
بحذافيره خوفا من لومة لائم وبهذا يكون قد خسر طموحه ورغبته وبالشكل الذي
يتصوره ويريده , اوان يسلك ويشق طريقه كما يريد غير مبالي للناس وكلامهم
وهنا يجب ان يتحمل الانتقادات الموجهة اليه من قيل الاخرين والتي تمس
سمعته وشخصيته.
اختم طرحي هذا بهذه القصة القصيرة:
مشى جحا وابنه ذات يوم مع حمار لهما فانتقدهم الناس لانهم لم يستغلوا
الحمار كوسيلة للنقل فركب جحا وابنه على ظهر الحمار فانتقدهم الناس ايضا
وقالوا عنهما بانهم عديمي الرحمة ,كيف يجوز لشخصين ان يركبا حمار واحد؟
نزل جحا وترك ولده على ظهر الحمار فانتقدوا الناس الابن وقالوا عنه انه ولد
عاق لم يحترم اباه,نزل الابن وركب جحا على ظهر الحمار فقال الناس عندئذ
ان الاب قاسي ولم يرحم ابنه , فقام جحا وابنه وحملوا الحمار وهم يمشون
فضحك الناس عليهم لبلاهتهم .
اذا احبتي ان رضا الناس غاية لا تدرك فما قولكم انتم؟
انتظر ردودكم حبايبي