السلام علييكم
يُستحب الابتهال إلى الله عَزَّ و جَلَّ بهذا الدعاء في شهر رمضان المبارك للأمان من الشرور و الآفات و المكاره حتى السَنة القادمة :
رَوَى عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنِ الْعَبْدِ الصَّالِحِ ( عليه السَّلام ) [1] ، قَالَ ادْعُ بِهَذَا الدُّعَاءِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مُسْتَقْبِلَ دُخُولِ السَّنَةِ ، وَ ذَكَرَ أَنَّهُ مَنْ دَعَا بِهِ مُحْتَسِباً مُخْلِصاً لَمْ تُصِبْهُ فِي تِلْكَ السَّنَةِ فِتْنَةٌ وَ لَا آفَةٌ يُضَرُّ بِهَا دِينُهُ وَ بَدَنُهُ ، وَ وَقَاهُ اللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ شَرَّ مَا يَأْتِي بِهِ تِلْكَ السَّنَةَ .
" اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَانَ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ ، وَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ، وَ بِعِزَّتِكَ الَّتِي قَهَرْتَ بِهَا كُلَّ شَيْءٍ ، وَ بِعَظَمَتِكَ الَّتِي تَوَاضَعَ لَهَا كُلُّ شَيْءٍ ، وَ بِقُوَّتِكَ الَّتِي خَضَعَ لَهَا كُلُّ شَيْءٍ ، وَ بِجَبَرُوتِكَ الَّتِي غَلَبَتْ كُلَّ شَيْءٍ ، وَ بِعِلْمِكَ الَّذِي أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ ، يَا نُورُ يَا قُدُّوسُ ، يَا أَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَ يَا بَاقِي بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ ، يَا اللَّهُ يَا رَحْمَانُ يَا اللَّهُ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ النِّقَمَ ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَقْطَعُ الرَّجَاءَ ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُدِيلُ الْأَعْدَاءَ ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَرُدُّ الدُّعَاءَ ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي يُسْتَحَقُّ بِهَا نُزُولُ الْبَلَاءِ ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ غَيْثَ السَّمَاءِ ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَكْشِفُ الْغِطَاءَ ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُعَجِّلُ الْفَنَاءَ ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُورِثُ النَّدَمَ ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ الْعِصَمَ ، وَ أَلْبِسْنِي دِرْعَكَ الْحَصِينَةَ الَّتِي لَا تُرَامُ ، وَ عَافِنِي مِنْ شَرِّ مَا أُحَاذِرُ بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ ، فِي مُسْتَقْبِلِ سَنَتِي هَذِهِ .
اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ وَ مَا فِيهِنَّ وَ مَا بَيْنَهُنَّ وَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، وَ رَبَّ السَّبْعِ الْمَثَانِي وَ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَ رَبَّ إِسْرَافِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ جَبْرَئِيلَ ، وَ رَبَّ مُحَمَّدٍ ( صلى الله عليه و آله ) وَ أَهْلِ بَيْتِهِ ، سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ ، وَ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ ، أَسْأَلُكَ بِكَ وَ بِمَا سَمَّيْتَ يَا عَظِيمُ ، أَنْتَ الَّذِي تَمُنُّ بِالْعَظِيمِ ، وَ تَدْفَعُ كُلَّ مَحْذُورٍ ، وَ تُعْطِي كُلَّ جَزِيلٍ ، وَ تُضَاعِفُ مِنَ الْحَسَنَاتِ بِالْقَلِيلِ وَ الْكَثِيرِ ، وَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ يَا قَدِيرُ يَا اللَّهُ ، يَا رَحْمَانُ يَا رَحِيمُ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ ، وَ أَلْبِسْنِي فِي مُسْتَقْبِلِ هَذِهِ السَّنَةِ سِتْرَكَ ، وَ نَضِّرْ وَجْهِي بِنُورِكَ ، وَ أَحِبَّنِي بِمَحَبَّتِكَ ، وَ بَلِّغْنِي رِضْوَانَكَ وَ شَرِيفَ كَرَامَتِكَ ، وَ جَزِيلَ عَطَائِكَ مِنْ خَيْرِ مَا عِنْدَكَ ، وَ مِنْ خَيْرِ مَا أَنْتَ مُعْطٍ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ ، وَ أَلْبِسْنِي مَعَ ذَلِكَ عَافِيَتَكَ ، يَا مَوْضِعَ كُلِّ شَكْوَى ، وَ يَا شَاهِدَ كُلِّ نَجْوَى ، وَ يَا عَالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ ، وَ يَا دَافِعَ كُلِّ مَا تَشَاءُ مِنْ بَلِيَّةٍ ، يَا كَرِيمَ الْعَفْوِ ، يَا حَسَنَ التَّجَاوُزِ ، تَوَفَّنِي عَلَى مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَ فِطْرَتِهِ ، وَ عَلَى دِينِ مُحَمَّدٍ وَ سُنَّتِهِ ، وَ عَلَى خَيْرِ وَفَاةٍ فَتَوَفَّنِي ، مُوَالِياً لِأَوْلِيَائِكَ ، مُعَادِياً لِأَعْدَائِكَ .
اللَّهُمَّ وَ جَنِّبْنِي فِي هَذِهِ السَّنَةِ كُلَّ عَمَلٍ أَوْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ يُبَاعِدُنِي مِنْكَ ، وَ اجْلِبْنِي إِلَى كُلِّ عَمَلٍ أَوْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ يُقَرِّبُنِي مِنْكَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَ امْنَعْنِي مِنْ كُلِّ عَمَلٍ أَوْ فِعْلٍ أَوْ قَوْلٍ يَكُونُ مِنِّي أَخَافُ ضَرَرَ عَاقِبَتِهِ ، وَ أَخَافُ مَقْتَكَ إِيَّايَ عَلَيْهِ ، حَذَراً أَنْ تَصْرِفَ وَجْهَكَ الْكَرِيمَ عَنِّي فَأَسْتَوْجِبَ بِهِ نَقْصاً مِنْ حَظٍّ لِي عِنْدَكَ ، يَا رَءُوفُ يَا رَحِيمُ .
اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي فِي مُسْتَقْبِلِ هَذِهِ السَّنَةِ فِي حِفْظِكَ وَ جِوَارِكَ وَ كَنَفِكَ ، وَ جَلِّلْنِي سِتْرَ عَافِيَتِكَ ، وَ هَبْ لِي كَرَامَتَكَ ، عَزَّ جَارُكَ وَ جَلَّ ثَنَاءُ وَجْهِكَ ، وَ لَا إِلَهَ غَيْرُكَ .
اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي تَابِعاً لِصَالِحِ مَنْ مَضَى مِنْ أَوْلِيَائِكَ ، وَ أَلْحِقْنِي بِهِمْ ، وَ اجْعَلْنِي مُسْلِماً لِمَنْ قَالَ بِالصِّدْقِ عَلَيْكَ مِنْهُمْ ، وَ أَعُوذُ بِكَ يَا إِلَهِي أَنْ تُحِيطَ بِهِ خَطِيئَتِي ، وَ ظُلْمِي وَ إِسْرَافِي عَلَى نَفْسِي ، وَ اتِّبَاعِي لِهَوَايَ ، وَ اشْتِغَالِي بِشَهَوَاتِي ، فَيَحُولَ ذَلِكَ بَيْنِي وَ بَيْنَ رَحْمَتِكَ وَ رِضْوَانِكَ ، فَأَكُونَ مَنْسِيّاً عِنْدَكَ ، مُتَعَرِّضاً لِسَخَطِكَ وَ نَقِمَتِكَ .
اللَّهُمَّ وَفِّقْنِي لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ تَرْضَى بِهِ عَنِّي ، وَ قَرِّبْنِي بِهِ إِلَيْكَ زُلْفَى .
اللَّهُمَّ كَمَا كَفَيْتَ نَبِيَّكَ مُحَمَّداً ( صلى الله عليه و آله ) هَوْلَ عَدُوِّهِ ، وَ فَرَّجْتَ هَمَّهُ ، وَ كَشَفْتَ غَمَّهُ ، وَ صَدَقْتَهُ وَعْدَكَ ، وَ أَنْجَزْتَ لَهُ مَوْعِدَكَ بِعَهْدِكَ .
اللَّهُمَّ بِذَلِكَ فَاكْفِنِي هَوْلَ هَذِهِ السَّنَةِ وَ آفَاتِهَا ، وَ أَسْقَامَهَا وَ فِتْنَتَهَا ، وَ شُرُورَهَا وَ أَحْزَانَهَا ، وَ ضِيقَ الْمَعَاشِ فِيهَا ، وَ بَلِّغْنِي بِرَحْمَتِكَ كَمَالَ الْعَافِيَةِ بِتَمَامِ دَوَامِ الْعَافِيَةِ ، وَ النِّعْمَةِ عِنْدِي إِلَى مُنْتَهَى أَجَلِي ، أَسْأَلُكَ سُؤَالَ مَنْ أَسَاءَ وَ ظَلَمَ وَ اعْتَرَفَ ، وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَغْفِرَ لِي مَا مَضَى مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِي حَصَرَتْهَا حَفَظَتُكَ ، وَ أَحْصَتْهَا كِرَامُ مَلَائِكَتِكَ عَلَيَّ ، وَ أَنْ تَعْصِمَنِي إِلَهِي مِنَ الذُّنُوبِ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِي إِلَى مُنْتَهَى أَجَلِي .
يَا اللَّهُ يَا رَحْمَانُ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ ، وَ آتِنِي كُلَّ مَا سَأَلْتُكَ وَ رَغِبْتُ إِلَيْكَ فِيهِ ، فَإِنَّكَ أَمَرْتَنِي بِالدُّعَاءِ وَ تَكَفَّلْتَ لِي بِالْإِجَابَةِ " [2] .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] المراد بالعبد الصالح عند انتهاء السند اليه في الرواية هو الامام المعصوم ، و المراد به هنا الامام موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السلام ) سابع أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، و السبب في عدم ذكر اسمه صراحة هو التقية .
[2] الكافي : 4 / 72 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .
انتظر ردودكم حبايبي